مراد المصري، سامي عبد العظيم (العين)
خطف الحارس الأسترالي ماثيو رايان نجومية اللقاء، عندما تصدى لركلتي ترجيح، ليقود «الكنجارو» إلى الفوز على أوزبكستان 4-2 بركلات الترجيح، بعد التعادل سلبياً، في الوقتين الأصلي والإضافي، في المباراة التي أقيمت مساء أمس، باستاد خليفة بن زايد في العين، لينجو «حامل اللقب» من المصيدة التي نصبها له الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب أوزبكستان الذي استدرج «الكنجارو» بأدائه الدفاعي إلى الأمتار الأخيرة، قبل أن يعانده الحظ.
وجاء صعود أستراليا إلى دور الثمانية، وسط مسيرة متميزة في الأدوار الإقصائية، في نهائيات أمم آسيا، حيث يعد الفوز هو السادس في آخر سبع مباريات خاضها في البطولة، محققاً اللقب عام 2015 والوصافة عام 2011.
وواصل المنتخب الأسترالي هيمنته على مواجهات أوزبكستان محققاً الفوز عليه للمرة الرابعة على التوالي، في جميع المنافسات، علماً إنه المرة الأولى التي تحسم المواجهة بينهما بـ «ركلات الترجيح».
شهدت بداية المباراة مفاجأة أوزبكية، وأظهرت كتيبة المدرب كوبر خطورة عند امتلاك الكرة، وتهديداً لمرمى منافسه الأسترالي، وأسهمت المنظومة التي لعب بها بـ 5 لاعبين في الوسط عند فقدان الكرة، في الحد من خطورة «الكنجارو» الذي اعتمد على الهجمات المرتدة، في صورة معاكسة لما كان متوقعاً قبل صافرة البداية.
وخلا الشوط الأول من الأهداف، وهو أول شوط في دور الـ 16 ينتهي دون أن تشهد المباراة أهدافاً في النسخة الحالية من النهائيات الآسيوية، كما أصبحت بعد ذلك ثاني مباراة تذهب إلى الأشواط الإضافية وركلات الترجيح.
مالت الكفة لمصلحة أستراليا في الشوط الثاني، وأصبح الفريق الأكثر سيطرة ووصولاً إلى مرمى أوزبكستان، وبرزت له لقطات عدة هدد بها المنافس.
ولجأ المدرب الأسترالي جراهام أرنولد، إلى «السلاح السري» ممثلاً باللاعب ماثيو ليكي الذي أشركه بدلاً من أوير مابيل في الدقيقة 68، وغاب ليكي عن الدور الأول بالكامل للإصابة، ورغم ذلك تمسك المدرب ببقائه مع «الكنجارو» من أجل خبرته في الأدوار الإقصائية، وهو اللاعب الذي غير من شكل الفريق تماماً، بعدما هدد مرمى أوزبكستان مرتين وصنع فرصة ثالثة، دون أن ينجح بترجمة جهوده إلى هدف.
وأحكم الفريق الأوزبكي إغلاق دفاعه في الشوط الإضافي الأول بتعليمات كوبر، ليتواصل التعادل السلبي، وتكرر الأمر في الشوط الإضافي الثاني ليستدرج الأوزبك منافسهم إلى «ركلات الترجيح».
أرنولد: تأهلنا بـ «شق الأنفس»!
شدد جراهام أرنولد، المدير الفني لمنتخب أستراليا، على أنهم واجهوا صعوبات بالغة أمام أوزبكستان الذي لعب بأسلوب الدفاع العميق والقوي، رغم المحاولات الكبيرة والمهمة من اللاعبين الذين تحلوا بالثقة والصبر للضغط على مرمى المنافس حتى نهاية المباراة التي امتدت إلى ركلات الترجيح، مشيراً إلى أن اللمسة الأخيرة لم تكن جيدة، والمهمة اتسمت بالصعوبة، إلى جانب الأخطاء في التمريرات والتمركز، وعدم استغلال الفرص التي أتيحت أمام المرمى الأوزبكي.
وأثنى أرنولد على المنتخب الأوزبكي بالأداء القوي في الملعب، وقال إن المنافس قدم لهم درساً مهماً للمستقبل، يجب الاستفادة منه مع الثقة الجيدة بأن المستوى الفني سيكون أفضل في المرحلة المقبلة، كما امتدح ردة الفعل الرائعة للحارس ماثيو رايان، وأنه يمنح اللاعبين الثقة بقدراته الرائعة في التصدي لركلات الترجيح.
وأضاف: «لاعبو المنتخب الأوزبكي يتمتعون بالمهارات الفردية، ولعبوا بطريقة لم أتوقعها، وعانينا من إرسال الكرة إلى منطقة الجزاء، وقمنا بتغيير بعض الأمور، ويجب أن نظهر أقوياء، ولدينا مباراة مهمة في الدور المقبل، وسنرى ما يمكن أن يحدث في مباراة ربع النهائي، والمطلوب الآن التعافي، وإيجاد البديل لتوم روجيك الغائب عن المباراة المقبلة بسبب الإيقاف، وانتظار التقرير الخاص باللاعبين بعد الاستشفاء».
وأشار أرنولد إلى أن اللاعبين تدربوا على الركلات الترجيحية قبل المباراة، الأمر الذي بدا واضحاً عليهم أثناء تنفيذها، ومن ثم التأهل إلى الدور المقبل.
كوبر: «يانصيب» وراء الخسارة!
تحسر الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني لمنتخب أوزبكستان على الخسارة أمام أستراليا، مساء أمس؛ لأنها قضت على طموحاتهم في المنافسة على التأهل إلى ربع النهائي، رغم المردود القوي للاعبين في الشوط الأول الذي شهد بعض فرص التسجيل «المضمونة»، موضحاً أنه يصعب عليه إيجاد الكلمات المناسبة لوصف ما حدث، والشيء المؤكد أنه فخور للغاية، إثر المردود الجيد للفريق، وقال: لا أستطيع إلقاء اللوم عليهم؛ لأنهم قدموا كل ما لديهم.
ووصف كوبر ركلات الترجيح بأنها عبارة عن «يانصيب»، ولا أحد يمكن أن يتوقع ما يمكن أن يحدث خلالها، لكن بكل الأحوال، فقد سعينا للتأهل أمام منتخب قوي يستحق الاحترام، وحرصت على منح الفرصة لمشاركة اللاعبين بشكل متساوٍ، وهم يستحقون الوجود معنا في البطولة، وفي نهاية الأمر خسرنا النتيجة رغم المردود القوي على مدار الشوطين، ماعدا الجزء الأول من الشوط الثاني، وتحديداً 15 دقيقة، لأنها شهدت أفضلية للمنتخب المنافس.
وأوضح كوبر ضرورة العمل على تحسين الكثير من الأمور الخاصة بالمنتخب في السنوات المقبلة؛ لأن لديه القدرة على المنافسة مع أقوى المنتخبات الآسيوية، والمستقبل سيكون جيداً، وقال: نسعى للتغيير نحو الأفضل، مضيفاً أن ما ينوي القيام به لا يتوقف فقط على عقلية اللاعبين لأن المطلوب بناء المنتخب بأفضل ما يمكن والثقة، بأن المنتخب يمكن أن يتفوق على المنتخبات القوية، ومع مرور الوقت ستكون القدرات الذهنية جيدة لكل اللاعبين، ويجب أن يكون التفاؤل حاضراً في السنوات المقبلة.